الجمعة، 24 أكتوبر 2008


في يوم حريةٍ أولي

(من وحي عودة الشهداء )





شعرتُ بالفرحِ الأولِ عندما سمعت عودة الشهداء الي الأرض التي احتضتهم يوماً وإلي القلوبِ التي خرجوا منها ليعودوا إليها ملأي بالحياة، الحياة التي لم يفقدوها ولم تفقدهم واحداً واحدا.ً لم يموتوا ولكنهم زرعوا خطاهم فوق أرضٍ مقدسةٍ وعدوها وصدقوا وكما وعدتهم بأن تكون أمّاً لأجسادهم التي صارت في السماء كالطيور الأخيرةِ ههنا ودّعوا البحر من شرفاتِ الضوءِ حالمين بالفجر الجديد وبالشمس الجديدة بين الحلم والمعني قائلين: شكراً يا سيد الوعد المكلل بالنصر، شكراً يا سيد الأساطير الكبيرة في زمنٍ تغيّر من كلماتٍ مقاومةٍ الي واقعٍ مفعولٍ. كم كنّا نري فيك القمر الطائر في ظلام السجون ونري فيك ورد الطريق وصورة الوطن الذي يكبرُ رويداً رويداً من بعيدٍ. هناكَ نريدُك فينا كالقدس وحيفا ويافا وعكا وها نحن عدنا من شمال الزيتون الي جنوب الروح صوب المخيمِ والقُري صارخين في جدار الحدود، لم تنته المعركة فوق ذاك التراب المجبول بنور الله كالكواكب في كوخِ المسيح ِ، نحن عدنا إليكم ولكننا عائدون إلي فردوسها المفدي، يا أرضُ انتظرينا، يا أرضُ امنحينا صوت الريح لتصعقهم ونبقي شهداء المجد الأحياء ما دام الغيمُ يحجب ظل الشجيرات فوق تلالٍ رحبةٍ والخريفُ يجيءُ كلما شعّت نجوم البرق ،تبدّل الدرب ،وعاد الشهداء ،في يوم حريةٍ أولي.

باسل عبد العال
2008/07/29

ليست هناك تعليقات: