الجمعة، 21 نوفمبر 2008

قصيدة : الأرض القديمة
قصيدة قديمة لي كتبت ب 2001




أعود،
حزيناً لأن السهول
التي كنت أزرع فيها وجودي
أضاعت سنابلها
حزيناً لأن السماء
رمتْ كل أزْرقها في دم العتمة الجامحة
أجيء أمامكِ
يا وجعَ الابتداءِ هنا
ومسيح النزيف هناكَ
وكل البحارِ أضاءتْ صحارى اغترابي
اجمعيني، اجمعيني، لأبدأ
كوني فضاءً لهذا الرصيف أمامي
حلمتُ سنيناً، بأنك عانقتني
وحلمتُ، بأني أقود الخيول
وحين خرجت من الليل قدتُ رياحي
وقدتُ سطوعي
على ممرِ الروح فيكِ.
ازرعيني، ازرعيني، لأنمو
أنا أول الجرْح
آخرُ أشياء هذا السقوط
أرى فيك نفسي
وأسجد عند شموخ يديك.
أناديك أمي
ليجلس عصفورنا فوق غصن الحقيقة
تحجرتِ في ذكرياتي
وما عدتِ شيئاً خفيفاً، وما عدتِ.
أنت الجبالُ
وصقرٌ يلامسُ وجه السماء
وأنت المدينة بكل كواكبها، يا سطوح الهواء
اسكنيني، اسكنيني، لأخرجَ
نجماً من الازدحامِ الغريبِ
وهذا هروبُ ملامحنا
تحت أقمارك الدافئة
وهذا توغلُ ذاتي
على الكلمات التي خلفَتَّها شموعك فيّ
وها أنت قربي، أمامي، وحولي
وبالشعرِ والهمسِ
أنت المكان المناسبُ لي
فازرعيني، ازرعيني، لأنمو.
* * *








الجمعة، 7 نوفمبر 2008

لينتصر الحب والسلام


نصي الأدبي الذي نشر في مجلة فلسطين الشباب


رحيل الجسد وخلود الكلام


أُعدُّ لكي أرى على قمّةِ الحُضورِ وجهكَ النبيّ، والمعجزات في كتبُ الحياةِ، وأنت تصرخُ في ليلِ الزمانِ: «أنا لستُ لي، أنا لستُ لي». أُعدُّ ليخطلت الدمعُ بالمعنى الأخير؛ هو الموتُ يا درويش كما وصفتهُ، وهو السؤال الذي لا جواب لهُ، يجيءُ كهدأة الليل على فراش الجسد في وجعِ المنفى، ههنا في وحدتكَ الشعريةِ التي خلُدت في داخل كائننا المحاصر؛ بالرياح، والحدودِ، والغزاةِ، أمام اشتعالنا بعشق الأرضِ نناديكَ بكل ما فينا من حلمٍ وصوت: عُدْ إلينا سالماً من تعب الرحيلِ؛ فأنت لم تمت؛ ما زلت فوق منبركَ العالي كصهوة الشمس، ِ تتلو قصيدتكَ التي أصبحت كتاباً مقدّساً، وقمحاً نحصدهُ في عيد الوردةِ والجمال.كم عبرتَ هذا البحر، وكم حفرتَ فوق رياح الصحراءِ نكبتنا؛ ونحنُ نركدُ فيكَ كالجرحِ في إيقاعِ القصيدةِ.ماذا أُسمّيك؟ وأنت الوجود بكل الوجود، إلى غيمةٍ معلقةٍ فوق سماء الدّارِ، هكذا أبكي ويمتزجُ النبضُ بالحنين، إلى اسمك الموجوعِ بين أيدينا، كالصباحِ الشتائيّ الجديد، فهل أراكَ؟ وأخجلُ حين أنظر من هاويتي إلى عُلاكَ، وأعدُكَ على مواصلةِ الحلم، والرقصِ في سبيل شعرٍ يتنفس بالحريةِ والفضاءِ، وهكذا أصمتُ في سرّي؛ وأسألُ: عن فراغِ السفوحِ من فارسٍ شاعرٍ يكملُ ما تبقى من نشيد الأسطورةِ في شعبٍ يقاومُ من أجل حقهِ في بقائهِ الضروري.هو الموتُ يا درويش كما وصفتهُ؛ يأخذنا إلى عالمٍ حيثُ لا مكانَ، ولا زمانَ، ولا وجود، حيثُ هدوءِ النوم الذي قرأناهُ في «الجدارية»؛ التي حملتنا إليكَ في البياضِ وهو يوجعُ القلب، فنمْ كالطفلِ في حضنِ فلسطين؛ لتنبت زهراً جميلاً، وطرْ كالعصافيرِ في فردوسِكَ الأعلى لينتصر الحب والسلام، وتنتصرُ الأغنيةْ.