الاثنين، 30 مارس 2009

قصيدتي (راية في مهب الشتاء) في مجلة دبي الثقافية

رايةٌ في مهبِّ الشتاء



هُنا في مهبِّ الشتاءْ ،
على خُطُواتِ الرياحِ
ولونُ الضّبابِ الكثيفِ على صدرِها
وهيَ تكْبرُ في الريحِ والظّلِّ،
حينَ يَفكُّ المساءُ ظلال السماءْ ،
وتسقطُ في الغيمِ ثكلى
هُنا في دمِ الأرضِ
تصرخ " غزّةَ "
ترفعُ للشمسِ رايتها
هَكذا وحْدها تحت زيتونةٍ
والطّريقُ دمٌ يتناثرُ
قُرب المكانِ
على نجمةِ الحلْمِ
كيف تفُرُّ من الطائراتِ ؟؟
ومنْ غبشِ الدّهرِ
من نفسِها في العراءْ ؟
وكلُّ البحارِ تسيرُ إليها
وكُلُّ البحارِ تحاصرُ في الليلِ
ما كتبَ الليلُ ،
فوق مقاصِلها
في صُراعِ الوجودِ
تقاتلُ بالروحِ من أجل جوهرِها
من دمٍ ونداءْ ،
فتشبهُ روما
وروما التي أزهرت بعد حربٍٍٍ
وبعد الظلامِ
تقاتلُ كي تورقَ الأرضُ في الشهداءْ ،
هُنا في مهبِّ الدّماءْ ،
وظلِّ الشجيراتِ
منْ يعبرُ الجسر ؟
منْ يفتحُ الباب ؟
في خطوةٍ تُسعفُ الطفل من شبحٍ جامحٍ
حين نامتْ على شجر ِ التينِ
راح الصهيلُ يُردّدُ ملء الفضاءْ ،
وعُشبِ فلسطين
في سورةِ الطين ِ
ضاع الزّمانُ وغابَ الزّمانُ
ومعنى الحكايةِ
معنى الحقيقةِ
كالنّورِ حين يُبشّرُ بالفجرِ
خلف التّلالِ
وشكلُ الظلالِ
فتحضنُ فِكرتها....
ما اسمُ حُلمكِ يا امرأةَ النّارِ ؟؟
هُبّي على وهجِ نيرون
واشتعلي في حدائقِ قلبهِ
ما اسمُكِ ؟
أُسطورةُ العصرِ ؟ أم صورةُ الأرضِ ؟ تحرسُها
وتحرسُ روح الترابِ
وما خبّأ القبرُ من شهداءْ ،
كسنبلةٍ في مرورِ الهواءْ ،
خيامُكِ ،
حُلمكِ ،
جرحُ الفصولِِ على ساعديكِ
ودمّ الفجيعةِ
تحت البيوتِ القبورِ
أمام الصدى في المدى
وهُنا ،
سقطتْ من يدِ الريحِ
ريشةُ طيرٍ يُحلّقُ من جهةِ البحرِ
يهتفُ : غزّةَ تظهرُ نجماً ونجماً
وتسطعُ في جسدِ الفقراءْ ،
كما يشتهيكِ الغناءْ ،
كما تشتهيكِ السّماءْ ،
صعدْتِ إلى أفقِ المجدِ
طار الحمامُ
وحطّ على شجرٍ واقفٍ
في مهبِّ القذائفِ والموتِ
آهٍ على وضحِ البرقِ
ينهشُ صمت المساءْ ،
وآهٍ عليكِ
هُنا وهُناكَ
حياةٌ ...
حياةٌ ...
حياةٌ ...
بألفِ نداءْ ،







شعر : باسل عبد العال
27-01-2009

الجمعة، 30 يناير 2009

"وحدة التراب والدم "

نص جديد لي نشر حديثا في جريدة الاتحاد الاماراتية


باسل عبد العال07/01/2009


إلى غزة ...

في ليلٍ يرقصُ على إيقاع غزة الدموي ويأخذُنا إلى ضوضاء جُرحٍ ما زال يدقُّ أجراس الرّوح ويُشعلُ فينا ما تبقّى فينا من ذكرياتٍ حيةٍ ، قد سمعنا النداء في العرس المقاومِ في حفلة الترا بِ ، مرت كالمسيح على رنين المساء وتجمّعت فوق صبّار الأرضِ وَكان البحرُ يُبدّلُ مشهدهُ الأخير أمام عراء القمر ، ها هو نداء الدم يتزوّجُ الأحلام لكي تشرقَ فلسطين كالكوكب السّماوي بين الشقائقِ ، وها هو المكان يصيحُ في وجه نيرون ،

ربّما هيَ رائحةُ النعناع في وحدة التّراب والماء ، تنهضُ كالزهرةِ كلّ صباحٍ لكي تتوضّأ من طهارةِ النهر والشمسِ وتقرأُ سورة الطين ترتفعُ جسداً يبلغُ السماء ويشعُّ كالضوءِ يُبشِّرُ بالحياةِ ، كالحياةِ التي تشبهُ الشهداء والشتاء يُبلّلُ وجه التين والزّيتون ، مرّ الموتُ على قلب الطفولةِ وهي تولدُ رويداً رويداً فوق حضن النهار المحاصر بالأعداء والمساء يعشعشُ في العويلِ ، لقد مرّ كلّ الموت على الطّبيعةِ والمعنى في الزّمانِ الغائبِ الصّامتِ كالصحراءِ ، هُنا يشبهُ الإنسانُ مكانه ويدافعُ عن تاريخِ أسلافه بكلتا يديهِ بأنفاسهِ هُنا انتصرت الرّوح على العواصفِ من جهتين واستيقطت الرّوح كي تقاوم الرّيح في الظلال والدخانِ يرسمُ الطفلُ غزة على رمل الشاطىءِ ثمّ يحلمُ بالرّبيع ليكمل صورتها بهدوءٍ في طقسٍ صافٍ يناسبُ الأحلام بلا هيجان البرق وقصف الطائرات على خطوتهِ البريئةِ ،
أُحبُّكِ بالحضورِ والغيابِ ، أُحبُّكِ ليس لي إلا كتابكِ المفتوح تحت الشّموع الصغيرةِ لكي أحفظ معناكِ ، ففي البدءِ أنتِ وفي البدءِ أنتِ والله معنا كي ينبلج الفجر من نورٍ ضئيلٍ على درب القدس حيث الولادةِ منذُ البدايةِ حتى النهاية ،
هكذا في زفاف الحقيقةِ تحيا من جديدٍ وتجدّدُ منديلها الأحمر وتمكِثُ في فردوس الوجود ، ولدت على صهوةِ الله حيثُ الصعود ، وانتمت إلى حرّيتِها كالأشجارِ ،
فكيف تموت ؟ .